ما الرياضيات، هذه
الثمرة الغريبة للعقل والفكر، من أين جاءت، وما طبيعتها؟ ماذا لو اختفت الرياضيات؟
غالبا ما يُنظر الى
الرياضيات على انها مقيمة في عالم علوي يغمره نور تام، هذا رأي أفلاطون، لذا فان
أي محاولة لتعريف الرياضيات ميئوس منها، لأنها اما تساوي ما هو معروف بالفعل، أو
تشبه عملية جذب الانتباه لملامحها الخارجية فقط، أما اللجوء الى الأصل اللغوي
والمعنى الاشتقاقي للكلمة فلا طائل من ورائه أيضا.
لهذا سوف نبدا بذكر بعض
خصائصها الأكثر جذبا للاهتمام:
1- جمالها: والحق أنه
جمال مطمور أحيانا في تناغم وانسجام القضايا، أو في الأشكال الأنيقة لعمل من العمال
الفنية
2- خصوبتها : وربما تكون الوفرة هي الكلمة الأفضل لوصف غزارة هذا السيل الجارف المتسع
باتساع البحر، بحيث انها تثير الرغبة في اكتشاف ما يجعلها ممكنة.
3- صلة الرياضيات الوثيقة بالمنطق: بحيث يستحيل معرفة
من أين يبدأ أحد العلمين وأين ينتهي الآخر.
4-
امكانية اختزالها الى رموز: وهي بهذه الصفة تحرر نفسها تماما من أي واقع عيني.
5-
اتصالها الجوهري بالواقع: فهي لغة الفيزياء والعلوم الطبيعية...
في
كل هذا تبقى الرياضيات، نتاج العقل الانساني وفاعليته في مجتمعه، ولهذا يمكن أن
نصنف فلسفة الرياضيات الى قسمين:
-
فلسفة انطولوجية: تُعنى بالكيفيات الذاتية ( الداخلية ) التي أخذتها الرياضيات
بعيدا عن غيرها.
-
فلسفة سوسيولوجية: تسعى الى فهم الرياضيات، داخل محيط انساني.
------------------------------------------
موجز "فلسفة الرياضيات" من كتاب
( فلسفة الكوانتم ): تأليف: رولان أومنيس، ترجمة : أحمد فؤاد باشا ، يمنى طريف الخولي. عالم
المعرفة، 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق